إن قوة مكافحة الإرهاب، بقيادة اللواء محمد زهين، ملتزمة في التصدي للمتاجرين بالبشر. وتشكل الدوريات الأخيرة، التي نُظمت على طول الساحل الممتد بين زليتن وقره بوللي، رسالة واضحة للجريمة المنظمة ولاسيما للمتاجرين بالبشر. أن مهربي المهاجرين ليسوا الهدف الوحيد للسلطات الليبية. إن الصلة الوطيدة بين الجريمة المنظمة والإرهاب معروفة جدا في الواقع: فاستهداف الأولى سيلجم الثانية، من خلال إيقاف تدفق الأموال من المجرمين إلى الإرهابيين.
يشهد فصل الصيف زيادة في أعداد المهاجرين غير الشرعيين المنطلقين من السواحل الليبية. ومن المؤسف أن الكثير من هؤلاء لا يحالفهم الحظ في رؤية الضفة الأخرى. إن عمليات قوة مكافحة الإرهاب التي تستهدف المتاجرين بالبشر و”الميسّرين” ستجعل الليبيين أكثر أمنا وستنقذ الأرواح.
قوة مكافحة الإرهاب ترسل دوريات من زليتن إلى القره بوللي
نظمت قوة مكافحة الإرهاب دوريات عدة على طول الساحل بين زليتن والقره بوللي، في المناطق التي يُقال إن المهربين يستخدمونها ليخبئوا المهاجرين غير الشرعيين قبل وضعهم على متن الزوارق المطاطية باتجاه أوروبا. شارك في العملية العديد من الجنود والآليات، وتم تمشيط مئات الكيلومترات. وقد سمحت العملية للقوة بمراقبة مناطق تزدهر فيها الجريمة المنظمة.
الصفحة الخاصة بقوة مكافحة الإرهاب على الفيسبوك تُظهر صورا لضباط يُعدّون للعملية، ولرجال يجهّزون آلياتهم، ويتقدمون على الطرق المعبّدة والمسارات الوعرة والشواطئ.
الدورية أثارت إعجاب أحد سكان الخُمس، الذي قال “عندما تُظهر السلطات قبضتها في وجه الجريمة المنظمة، يشعر المواطنون بمزيد من الأمن. إني لواثق بأن المهربين، ومن يتعاونون معهم، سيشعرون بأنهم مهددون”. متاجر سابق بالبشر، فضل عدم الكشف عن اسمه، اعترف قائلا “لقد تخليتُ (عن الاتجار بالبشر) لأني شعرتُ أن شيئاً ما بدأ يتغيّر. ثمة مزيد من الضغوط (من قبل السلطات)، وعلى الرغم من أن النشاط مربح ويكون أحياناً كافيا لاستعادة الحرية، إلا أني سئمتُ من الاختباء. عندما يصبح الأشخاص من حولك خائفين من الدخول إلى السجن، يصير هذا العمل مستحيلا”.
الساحل الممتد بين زليتن وقره بوللي لا يشهد المستوى نفسه من الاتجار بالبشر قياساً مع غرب ليبيا. لكن على الرغم من ذلك، قررت السلطات أن تُظهر للسكان المحليين أن للحكومة الإرادة والقدرة على التصدي لظاهرة مقيتة، كالاتجار بالبشر، كي لا تزدهر من جديد.
الليبيون يدعمون الجهود ضد المتاجرين بالبشر
إن عملية قوة مكافحة الإرهاب ضد الاتجار بالبشر تحظى بدعم قوي من قبل الليبيين، الذين أشادوا بها على الصفحة الخاصة بالقوة على الفيسبوك. حمزة الشريف كتب: “حظا موفقاً، وليحفظكم الله”. عبده عبد الباري قال: “بارك الله، بإذنه تعالى، رجالنا وأخوتنا الساهرين علينا، ليوفقكم الله ويساعدكم على خدمة الوطن والمواطنين”. وثمة من يطالب بمزيد من الدوريات في المناطق الليبية الجنوبية والغربية، حيث تنشط بقوة الجريمة المنظمة وحيث يجني مهربو الأشخاص أرباحاً طائلة من خلال استغلال المهاجرين البؤساء. لكن لا بد من القول إن هناك وحدات أخرى ملتزمة في التصدي للمتاجرين بالبشر في تلك المناطق.